«حمامة السلام» قصة قصيرة للأطفال للأديبة نوال مهنى

صورة أريشفية
صورة أريشفية


 

 

انا الحمامة قليلة الحجم عظيمة القدر، عرفت بين الطيور بالوداعة والوفاء وصوتي جميل يسمى هديل، وكم أديت للإنسان خدمات جليلة، فكنت ساعي بريد أصيل أحمل الرسائل وأقوم بتوصيلها إلى من ترسل إليه عبر مئات الأميال لا أمل ولا أتعب ولا أخطئ في العنوان، وأعود إلى صاحبي لا أضل الطريق أبدا.

 

يسمونني الحمام الزاجل، وعلمت أن الزجل هو الأغاني، ربما لأن صوتي جميل يشبه الغناء، في الماضي القديم كنت ضمن ركاب سفينة نبي الله نوح ـ عليه السلام ـ التي أمره الله أن يصنعها ويحمل فيها ـ من كل زوجين أثنين ـ  ولما عم الطوفان وغرقت الأرض وأبحرت السفينة بركابها، ثم جفت الأرض ورست السفينة على جبل الجودي أمرني نبي الله أن أطير لأعرف أن كانت الأرض يابسة وصالحة لأن ينزل ركاب السفينة، فطرت على بعد مسافات، ورأيت الأرض قد جفت واكتست بالنبات الأخضر فقطفت عودا من شجرة الزيتون وحملته بمنقاري وعدت به إلى السفينة أزف إليهم البشرى،

 

 فعرف الجميع أن الأرض تصلح للحياة عليها وعمرانها، ومنذ ذلك اليوم اعتبر غصن الزيتون رمزا للسلام والمحبة، وأصبح شعار مكاتب البريد في العالم صورة الحمامة وهي تطير وتحمل في منقارها غصن الزيتون .

ويحرص الناس على تربيتي ليستفيدوا من لحومي ولحوم صغاري، فأنا طعام جيد ولذيذ، وقد اعتاد الناس شرائي من باعة الطيور بالزوج لصنع أفخر الأطعمة في الحشو والشواء، وقد كثرت أنواع الحمام وتعددت في الأشكال والأحجام والألوان ولكن دورها ظل واحدا تقريبا . هذه قصتي مع الإنسان . قصة حمامة السلام .